من جديد تعطيني نبتتي دروس في الحياة.......من بين كل مجموعة من الوريقات التي تولد من رحم أمها سليمة معافاة زاهية نضرة ،تخرج وريقة يها تشوهات ..لم يكتمل نموها أو تبدو أطرافها متآكلة بنية اللون....(كأنها تشبه الإنسان حينما تضع أمهات أجنة أصحاء ولكن هناك البعض يرزقها الله بجنين به تشوهات أو نقص في النمو... إنها الحياة لا تسير دائما على وتيرة واحدة ولا بد من النقص لنحمد الله على الكمال ولا بعد من العيب حتى نرى الجمال..)
نبتتي أعطتني درسا آخر.....أحد الفروع التي قطعت سابقا وأعدت زراعتها وكانت تحمل الطرف النامي وجدتها من عدة أشهر ماضية قد توقفت عن النمو وبدت الورقة الأخيرة كأن غشاءها لا يحمل برعما جديدا....كأنها عاقر لا تنبيء بولادة ورقة جديدة .....تعجبت فهي لديها كل مقومات الحياة لماذا لا تستمر في النمو وإخراج المزيد من الوريقات..
ولأني حفظت الدرس القديم أن الحياة دائما تجد لها طريق فقد داومت على ريها بالماء كل يوم طيلة شهور طويلة ثم فجأة بعد طول إنتظار أطل البرعم الجديد وإستكملت النبته نموها..(تشبه المرأة التي لا يوجد لديها أي موانع للحمل ولكن لسبب لا يعلمه إلا الله يتأخر حملها كثيرا ثم بعد طول إنتظار يأتي الجنين المنتظر....لا يأس من رحمة الله)
نبتتي أيضا نمى من أحد براعمها الجانبية ساق جديدة ليس هذا فقط بل كانت هناك ورقة وحيدة بجوار كل تلك الفروع النمية مغروسة في الطين وكانت صغيرة ولكنها نضرة وقوية وظلت كذلك وحيدة لا تنبت ولا تورق طيلة عام أو يزيد ثم مؤخرا مع خروج الفرع الجديد من البرعم الموجود في الساق الملاصقة للورقة الصغيرة فوجئت في ذات الوقت بأن الورقة الصغيرة قد طالت وكبرت ونمى خارج غشاءها وريقة صغيرة أخرى ثم توالت الوريقات ..وهكذا نمى فرع جديد تماما من تلك الورقة الصغيرة التي ظلت سنة أو يزيد لا يبدو عليها أنها ستكون أصلا لفرع كبير..
(طول الصبر يبلغ الأمل).......هكذا علمتني نبتتي....ومازلت أتعلم
الاثنين، ١٣ أكتوبر ٢٠٠٨
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments:
إرسال تعليق