الأحد، ١٩ أكتوبر ٢٠٠٨

تابع(البيت الخشبي)

(18) أفاقت ....لمحته بجوارها.همست: أحمد؟.. أمسك يدها....بدأت الصورة تتشكل بوضوح أكثر.....رفعت رأسها: أين أنا؟ نظرت له: صخر...... ابتسم لها : حمدلله على سلامتك...... - أين أنا؟ - في بيتك.. - بيتي؟ - نعم...القبيلة.....هنا بيتك....وسط أهلك.... نظرت له في مرارة: ظننت أني في منزل والدي بالمدينة.... ابتسم في حنان....دخلت عالية بطعام الإفطار..... - لقد استيقظتي أخيرا.....لقد سهر صخر بجوارك طوال اليل... نظرت لصخر....لم تتعود بعد على فكرة أنه أخوها.....تشعر بغرابة الموقف.....تشعر بغربة ... نهض صخر: سأتركك لتتناولي إفطارك ...وسأنتظرك بالخارج..... لمحت في عينيه أشياء.....نظرت له متسائلة: - سنجرب معا أول حوار أخوي بين أخت وأخيها...... -------------------- وجدته جالسا كما أخبرتها عالية عند البئر المهجورة .... - ماذا قال لك جدك؟ ابتسم...أكملت: أعلم أنه لا يريدني هنا.....هل هذا هو ما تريد أن تحدثني بشأنه؟ - من هو أحمد؟ - من؟ - لقد ناديتني باسمه اليوم عندما استيقظتي....هل هو صاحب الصورة التي رأيتها في البيت الخشبي - نعم؟ إنه شاب تعرفت عليه في مدينتي .... - هل هناك شيء بينكما - تقصد كما كان بين أمي وأبي؟ - هل هو كذلك؟ - نعم...إنه يحبني وأنا أيضا أحبه وعندما حضرت إلى هنا كنت أبحث عن أهل يضعون يدهم في يده عندما يتقدم لطلب الزواج مني ويقفون بجواري في يوم زفافي .... - هل هذا هو السبب الوحيد الذي كنتي تبحثين عنا من أجله؟ -لا....قبل أن أتعرف عليه كنت أحتاج للشعور بالآمان....كنت أحتاج أهلا أثق فيهم وأعتمد عليهم....حاولت كثيرا أن أصل لكم ولكني لم أتمكن من ذلك حتى دخل أحمد حياتي وساعدني.....لولاه ماكنت هنا الآن.. - لو اضطررت للإختيار الآن بين الأهل وبين أحمد....من ستختاري يا مهرة؟ نظرت مهرة بعمق في عينيه....ابتسمت في سخرية: هل أنا مضطرة للإختيار؟ - أفترضي ذلك.. - لن أفترض....أخبرني...هل أنا مضطرة.... - جدي وضع شروطا.. - أرفض شروطه...... - هل تريدين أن تسمعيها أولا.. - لا تهمني....لقد عقدت عزمي....سوف أعود....سأعود لبيتي... - لا أفهمك يا مهرة......هل جئت كل تلك المسافة لتبحثي عن أهلك ثم تتركيهم بعد أن تعرفتي عليهم....الم تعودي في حاجة للإحساس بالأمان ...الم تعودي في حاجة لأهلك...أم أنها كانت مجرد مغامرة ليس إلا.. - لن تفهمني لأنك لا تعرفني.....وهذا هو سبب قراري....أنتم لا تعرفوني....لقد نسيتموني بإرادتكم منذ زمن طويل..وأنا جئت أبحث عنكم ولكني لم أجدكم......أنا أشعر بالغربة هنا....لقد صدمت في كل شيء....لا أمان هنا.....فقط قهر وظلم واستبداد....لن أرضخ لهذا....أمي رضخت له ولكني لن أفعل......سأعيش حياتي كما أريد أنا ليس كما تفرضونها على بشروطكم.....تريدون أن تبيعوا لي الآمان والأهل بحريتي وحياتي كلها.....لا أريد أن أشتري منكم وليس عندي رغبة أن أدفع لكم هذا الثمن الباهظ....لا تستحقوه..... - ليس لي ذنب فيما حدث قديما لتحاسبيني يا مهرة.. - ربما ولكنك لن تستطيع إلا أن تفكر في أن تعيد القصة من جديد......الست مثلهم تريد تطبيق قانونكم المستبد.. - أنا لا أفكرفي شيء......أنا أريد مصلحتك وسعادتك - إذا كان هذا حقيقي أتركني أرحل .... - جدي لن يعترف بك إذا ذهبت. - هل ستعترف أنت بي إذا ذهبت؟ - أنا معترف بك يا مهرة ....لا أستطيع أن أنكرك...... - نعم، ستعترف بي بيني وبينك فقط.....لن تعلنها على الملأ إذا رحلت حتى لا تغضب جدك - الأمور هنا معقدة يا مهرة..... - سأبسطها لك......لن أطالبك بالأعتراف أمام عالمك....فعالمك لا أريده......أعترف بذلك في عالمي....ضع يدك في يد من أخترته للزواج وارفع رأسي......وأعدك أني لن أعود ولكن إذا أردت رؤيتي فبيتي سيكون مفتوحا لك دوما.... - هل هذا قرارك الأخير.. - نعم.... - حسنا يا مهرة....حسنا.....

0 comments:

 
template by suckmylolly.com flower brushes by gvalkyrie.deviantart.com